استمتعت بحوار أستاذى وأستاذ الأجيال د. محمد عبدالوهاب مع الإعلامية لميس الحديدى، برغم أننى كنت أريد منذ زمن بعيد أن أستمع وأشاهد د.عبدالوهاب، الطبيب والإنسان ومحب الحياة والرياضة والفن، ومعلم الأجيال وصاحب الرؤية المستقبلية فى تقدم الطب والسياحة العلاجية، وإسهام التكنولوجيا وانعكاساتها وبصماتها وأياديها البيضاء على صحة المصريين، وليس كمجرد زوج للفنانة العظيمة فاتن حمامة التى تستحق حلقات وحلقات لتخليد ذكراها، وتستحق أيضاً أن يتحدث عنها زوجها العظيم ساعات وساعات بل شهوراً وشهوراً، ولكنه هو أيضاً يستحق المزيد من إلقاء الضوء على شخصيته المتفردة التى لا بد أن تكون قدوة للشباب، هو بالفعل قد اختار منذ فترة بعيدة العزوف عن الأضواء والابتعاد عن الكاميرات ولكن من واجبنا أن نخرج مثل هذه النماذج المضيئة إلى النور، ليس رغبة فى نجومية ولكنها رغبة فى نقل تلك الخبرات الحياتية الواسعة الرائعة إلى الأجيال الجديدة، التى للأسف تفتقد القدوة والنبراس والنموذج والمعلم. ملحوظة طبية بسيطة كان لا بد أن أكتب عنها نتيجة مكالمات ورسائل كثيرة وصلتنى بعد جملة عابرة قالها أستاذنا د.عبدالوهاب فى حديثه عن توقعه لوفاة سيدة الشاشة العربية بعد مرور عشرين سنة على عملية القلب المفتوح الـ BY PASS CORONARY وقوله إن العمر الافتراضى بعد هذه الجراحة هو عشرون عاماً، بالطبع تسببت هذه الجملة العابرة فى موجة هلع رهيبة عند من أجروا هذه العملية وبدأوا يعدون ويحسبون ميعاد رحيلهم عن الدنيا، خاصة أن الكثير منهم هذه الأيام نتيجة التدخين والسمنة وارتفاع الكوليسترول أجريت لهم العملية فى سن صغيرة نسبياً، لأن البرنامج كان عن فاتن حمامة ولا يحتمل تفاصيل طبية مرهقة للمشاهد ربما لم يتوسع د.عبدالوهاب فى الشرح والتفصيل والتوضيح، لكن كان واجباً علىّ أن أوضح بعض الأمور فى هذه النقطة، فالعمر الافتراضى أو الـLIFE SPAN أو LIFE EXPECTANCY تعتمد على أمور كثيرة ومتعددة، ولا يمكن أن نحددها بمثل هذه البساطة، فالدكتور «عبدالوهاب» يتحدث غالباً عن الجراحة التى يتم تركيب وريد بها GRAFT وليس شرياناً كمعظم الجراحات التى تتم الآن عن طريق استبدال الشريان التاجى التالف بشريان غالباً من منطقة الثدى، فيصبح أقرب إلى الشريان الطبيعى وهنا لا توجد مشكلة، وأيضاً فى حالة الاستبدال بالوريد هناك عوامل كثيرة تحدد العمر الافتراضى الذى ربما يزيد أو يقل طبقاً لنسبة الكوليسترول والدهون الثلاثية وحالة عضلة القلب ونسبة التلف الذى حدث نتيجة توقف تدفق الدم إليها ونمط الحياة الذى يعيشه المريض بعد الجراحة.. إلى آخر تلك العوامل المحددة للعمر الافتراضى الذى سيعيش بعده مريض القلب، أما بالنسبة للدعامة فهى تخضع لنفس العوامل السابقة ولو مرت الستة شهور الأولى بدون ضيق كما أخبرنى د. عادل الأتربى فى أحد اللقاءات، ستظل مدى الحياة بخير خاصة فى الأنواع الحديثة التى تسمى الدعامات الذائبة التى ستصبح مكوناً طبيعياً من مكونات الشريان لا تستطيع تفرقته عن الشريان الأساسى. أحياناً تمر جمل عابرة فى برامج إعلامية ولا يتوقع أحد أن تثير مثل هذا الرعب وتلك ردود الفعل، لكنى بالرغم من ذلك كنت مستمتعاً غاية الاستمتاع بمتابعة عالم وإنسان أحبه وأقدره.